٥١قوله تعالى { وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة } قرأ أبو عمرو بغير ألف { وإذا وعدنا موسى } وقرأ غيره { وإذ واعدنا } بالألف فمن قرأ بغير ألف فمعناه ظاهر يعني أن اللّه تعالى وعد موسى عليه السلام ومن قرأ بالألف فالمواعدة تجري بين اثنين وإنما كان الواعد من اللّه تعالى ومن موسى الوفاء ومن اللّه الأمر ومن موسى الائتمار فكأنما جرت المواعدة بين اللّه تعالى وبين موسى وقد يجوز أن تكون المفاعلة من واحد كما يقال سافر ونافق ويقال أربعين ليلة كانت ثلاثين ليلة منها من ذي القعدة وعشرا من ذي الحجة وقال بعضهم ثلاثين كانت من ذي الحجة وعشرا من المحرم وكانت مناجاته يوم عاشوراء وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال لما وعدهم موسى أربعين ليلة عدت بنو إسرائيل عشرين يوما وعشرين ليلة وقالوا قد تمت أربعون ولم يرجع موسى فقد خلفنا وذكر أن السامري قال لهم إنكم قد استعرتم من نساء آل فرعون حليهم ولم تردوه عليهن فلعل اللّه تعالى لم يرد علينا موسى لهذا المعنى فهاتوا ما معكم من حليهن حتى نحرقه فلعل اللّه يرد إلينا موسى فجمعوا تلك الحلي وكان السامري صائغا فاتخذ منها عجلا وقد كان قبل ذلك رأى جبريل عليه السلام على فرس الحياة فكلما وضع حافره اخضر ذلك الموضع فرفع من تحت سنبكه قبضة من التراب ونفخ ذلك التراب في العجل فصار ذلك عجلا جسدا له خوار وروي عن ابن عباس أنه قال صار عجلا له لحم ودم وفيه حياة له خوار وروي عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال اتخذ عجلا جسدا مشبكا من ذهب له خوار فدخل الريح في جوفه وخرج من فيه كهيئة الخوار فقال للقوم هذا إلهكم وإله موسى فنسي يعني أن موسى أخطأ الطريق ويقال كان موسى وعدهم ثلاثين ليلة فتم ميقات ربه أربعين ليلة لأنه قد أفطر من الصيام في تلك العشرة فإنما ظهر لهم الخلاف في تلك العشرة وهذا الطريق أوضح قوله تعالى { ثم أتخذتم العجل من بعده } يعني عبدتم العجل من بعد انطلاق موسى إلى الجبل { وأنتم ظالمون } يعني كافرين بعبادتكم العجل ويقال وأنتم ضارون بأنفسكم بعبادة العجل |
﴿ ٥١ ﴾