٦٥ثم قال تعالى { ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت } يعني اصطادوا ويقال استحلوا أخذ الحيتان يوم السبت والسبت في اللغة هو الراحة كما قال في آية أخرى { وجعلنا نومكم سباتا } النبأ ٩ أي راحة فيوم السبت كان راحة لليهود عن أشغال الدنيا وهذه الآية على معنى التحذير والتهديد فكأنه قال إنكم تعلمون ما أصاب الذين استحلوا أخذ السمك في يوم السبت من العقوبة فاحذورا كيلا يصيبكم مثل ما أصابهم وذلك أن مدينة يقال لها آيلة على ساحل البحر كان يجتمع فيها السمك يوم السبت حتى يأخذ وجه الماء وفي سائر الأيام لا يأتيهم إلا قليل وقال بعض أهل القصص إنما كانت الحيتان تجتمع هناك لزيارة السمكة التي كان في بطنها يونس عليه السلام ففي كل سبت يجتمعن لزيارتها ويقال لم يكن لهذا المعنى ولكن كانت لهم محنة أولئك فاحتالوا وحبسوا ذلك السمك في يوم السبت وأخذوه يوم الأحد فلما لم تصبهم العقوبة لفعلهم ذلك أمنوا واستحلوا أخذها فمسخهم اللّه قردة وقد بين قصتهم في سورة الأعراف في قوله تعالى { وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر } الأعراف ١٦٣ قوله تعالى { فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين } يعني مبعدين من رحمة اللّه وأصله في اللغة من البعد يقال خسأ الكلب إذا بعد ويقال { خاسئين } يعني صاغرين ذليلين |
﴿ ٦٥ ﴾