٨٣

قوله تعالى { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل } يعني وقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل في التوراة يعني بمجيء محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ويقال الميثاق الأول حين أخرجهم من صلب آدم عليه السلام

وقوله { لا تعبدون إلا اللّه } قرأ حمزة والكسائي وابن كثير { لا يعبدون } بالياء وقرأ الباقون بالتاء فمن قرأ بالياء فمعناه وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بأن لا يعبدوا إلا اللّه ومن قرأ بالتاء فمعناه وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل وقلنا لا تعبدوا إلا اللّه يعني أخذنا عليهم الميثاق بأن لا تعبدوا إلا اللّه يعني لا توحدوا إلا اللّه { وبالوالدين إحسانا } نصب إحسانا على معنى أحسنوا إحسانا فيكون إحسانا بدلا من اللفظ أي أحسنوا إلى الوالدين يعني برا بهما وعطفا عليهما وفي هذه الآية بيان حرمة الوالدين لأنه قرن حق الوالدين بعبادة نفسه ويقال ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا يقبل إحداها بدون الأخرى إحداها قوله عز وجل { واطيعوا اللّه واطيعوا الرسول } المائدة ٩٢ والثانية { أن اشكر لي ولوالديك } لقمان ١٤ والثالثة { وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة } البقرة ٤٣ وغيرها

وقوله تعالى { وذي القربى } يعني أحسنوا إلى ذي القربى { واليتامى } يعني أحسنوا إلى اليتامى { و } إلى { المساكين } والإحسان إلى اليتامى والمساكين أن نحسن إليهم بالصدقة وحسن القول { وقولوا للناس حسنا } قرأ حمزة بنصب الحاء والسين وقرأ الباقون برفع الحاء وسكون السين فمن قرأ بالنصب يعني قولوا للناس حسنا يعني قولوا لهم قولا صدقا في نعت محمد صلّى اللّه عليه وسلّم وصفته كما بين في كتابكم ونظيرها في سورة طه { إلم يعدكم ربكم وعدا حسنا } طه ٨٦ أي وعدا صدقا ومن قرأ بالرفع فمعناه قولوا لجميع الناس حسنا يعني خالقوا الناس بالخلق الحسن فكأنه يأمر بحسن المعاشرة وحسن الخلق مع الناس { وأقيموا الصلاة } يعني أقروا بها وأدوها في مواقيتها { وآتوا الزكاة } المفروضة { ثم توليتم } يعني أعرضتم عن الإيمان والميثاق { إلا قليلا منكم } وهو عبد اللّه بن سلام وأصحابه { وأنتم معرضون } أي تاركون لما أخذ عليكم من المواثيق

﴿ ٨٣