٩٠ثم قال عز وجل { بئسما اشتروا به أنفسهم } قال الكلبي بئس ما باعوا به أنفسهم من الهدايا بكتمان صفة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ويقال بئس ما صنعوا بأنفسهم حيث كفروا بما أنزل اللّه عليهم بعد ما كانوا خرجوا من الشام على أن ينصروا محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم وكفروا به حسدا منهم فذلك قوله { أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيا بينهم } يعني حسدا منهم ومعنى قوله تعالى { أن ينزل اللّه } يعني كفروا مما ينزل اللّه تعالى { من فضله } يعني لم يؤمنوا لأجل أن اللّه تعالى ينزل من فضله النبوة والكتاب { على من يشاء من عباده } من كان أهلا لذلك وهو محمد صلّى اللّه عليه وسلّم { فباؤوا بغضب على غضب } يعني استوجبوا اللعنة على إثر اللعنة قال مقاتل الغضب الأول حين كفروا بعيسى عليه السلام واستوجبوا الغضب الآخر حين كفروا بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم ويقال الغضب الأول حين عبدوا العجل والغضب الثاني حين استحلوا السمك في يوم السبت قرأ ابن كثير وأبو عمرو { أن ينزل اللّه } بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد وأنزل ينزل ونزل ينزل معناهما واحد قوله تعالى { وللكافرين عذاب مهين } أي يهانون فيه |
﴿ ٩٠ ﴾