١٣٧

ثم قال عز وجل للمؤمنين { فإن آمنوا } يعني اليهود والنصارى { بمثل مآ آمنتم به } يا أصحاب محمد صلّى اللّه عليه وسلّم { فقد اهتدوا } من الضلالة { وإن تولوا } يقول اعرضوا عن الإيمان بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم وبجميع الأنبياء { فإنما هم في شقاق } يعني في خلاف من الدين ويقال في ضلال والشقاق في اللغة له ثلاثة معان

أحدها العداوة مثل قوله تعالى و { لا يجرمنكم شقاقي } هود ٨٩

والثاني الخلاف مثل قوله { وإن خفتم شقاق بينهما } النساء ٣٥

 والثالث الضلالة مثل قوله { وإن الظالمين لفي شقاق بعيد } الحج ٥٣

وقوله تعالى { فسيكفيكهم اللّه } يعني يدفع اللّه عنكم مؤنتهم وقال الزجاج هذا ضمان من اللّه تعالى النصر لنبيه أنه سيكفيه إياهم بإظهاره على كل دين سواه كقوله تعالى { كتب اللّه لأغلبن أنا ورسلي } المجادلة ٢١ يعني أن عاقبة الأمر كان لهم قال مقاتل يعني قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير { وهو السميع } بقولهم للمؤمنين حيث قالوا كونوا هودا أو نصارى { العليم } بعقوبتهم ثم فضل دين محمد صلّى اللّه عليه وسلّم على كل دين

﴿ ١٣٧