١٧٠ثم قال تعالى { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل اللّه } يعني اعملوا بما أنزل اللّه في القرآن وهو من تحليل ما أحل اللّه وتحريم ما حرم اللّه { قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا } يعني ما وجدنا عليه آباءنا قال اللّه تعالى { أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون } معناه اتبعوا آباءهم وإن كانوا جهالا فيتابعونهم بغير حجة فكأنه نهاهم عن التقليد وأمرهم بالتمسك بالحجة وهذه الواو مفتوحة وهي واو { أولو } لأنها واو العطف أدخلت عليها ألف التوبيخ وهي ألف الاستفهام قرأ أبو عمرو ومن تابعه من أهل البصرة { كذلك يريهم اللّه } البقرة١٦٧ بكسر الهاء والميم وكذلك في كل موضع تكون الهاء والميم بعدهما الألف واللام مثل قوله { وضربت عليهم الذلة } البقرة ٦١ { ويلههم الأمل } الحجر ٣ وكان عاصم وابن عامر ونافع وابن كثير يقرؤون بكسر الهاء وضم الميم وكان حمزة والكسائي يقرآن بضم الهاء والميم وكان ابن كثير يقرأ { إنه لكم عدو مبين } بضم الميم وكذلك { إنما يأمركم } وكذلك كل ميم ونحو هذا مثل { أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم } الفاتحة ٧ { على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم } البقرة ٧ وكان نافع في رواية ورش عنه يقرأ سكون الميم إلا أن يستقبله ألف أصلية فيضم الميم مثل قوله { سواء عليهم ءأنذرتهم } البقرة ٦ ويس١٠ { إذ يتنازعون بينهم أمرهم } الكهف ٢١ { وقد خلقكم أطوارا } نوح ١٤ وكان حمزة والكسائي يقرآن بسكون الميم إلا أن يستقبله ألف ولام مثل قوله { وضربت عليهم الذلة } البقرة ٦١ وأما قوله { خطوات الشيطان } البقرة ١٦٨ وغيرها قرأ نافع وأبو عمرو وحمزة وعاصم في رواية أبي بكر { خطوات } بجزم الطاء وقرأ الكسائي وابن كثير وعاصم في رواية حفص { خطوات } بضم الطاء وهما لغتان ومعناهما واحد |
﴿ ١٧٠ ﴾