١٩٠

قوله تعالى { وقاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا } وذلك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج مع أصحابه إلى مكة للعمرة فنزل بالحديبية بقرب مكة والحديبية اسم بئر فسمي ذلك الموضع باسم تلك البئر فصده المشركون عن البيت فأقام بالحديبية شهرا وصالحه المشركون على أن يرجع من عامه كما جاء وعلى أن تخلى له مكة في العام المقبل ثلاثة أيام وصالحه المشركون على أن لا يكون بينهم قتال إلى عشر سنين فرجع إلى المدينة فخرج في العام الثاني للقضاء فخاف أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقاتلهم المشركون وكرهوا القتال في الشهر الحرام فنزلت هذه الآية { وقاتلوا في سبيل اللّه } يعني في طاعة اللّه { الذين يقاتلونكم } يعني في الحرم أو في الشهر الحرام { ولا تعتدوا } بأن تنقضوا العهد وتبدؤوهم بالقتال في الشهر الحرام أو في الحرم { ان اللّه لا يحب المعتدين } يعني من بدأ بالظلم

﴿ ١٩٠