٢٥٣ثم قال عز وجل { تلك الرسل } الذين أنزلنا عليك في القرآن خبرهم { فضلنا بعضهم على بعض } في الدنيا ويقال التفضيل يكون على ثلاثة أوجه أحدها أن يكون دلالة نبوته أكثر والثاني أن تكون أمته أكثر والثالث أن يكون بنفسه أفضل ثم بين تفضيلهم فقال { منهم من كلم اللّه } يعني مثل موسى عليه السلام { ورفع بعضهم درجات } يعني إدريس عليه السلام حيث قال { ورفعناه مكانا عليا } مريم ٥٧ وقال الزجاج جاء في التفسير يعني أنه أراد به محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم لأنه أرسله إلى الناس كافة وليس شيء من الآيات التي أعطاها اللّه الأنبياء إلا وقد أعطى محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم أكثر لأنه قد كلمته الشجرة وأطعم من كف من التمر خلقا كثيرا وأمر يده على شاة أم معبد فدرت لبنا كثيرا بعد الجفاف ومنها انشقاق القمر فذلك قوله { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } الزخرف ٣٢ يعني محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم { وآتينا عيسى ابن مريم البينات } يعني العجائب والدلائل وهو أن يحيي الموتى بإذنه ويبرئ الأكمة والأبرص { وأيدناه بروح القدس } يعني أعناه بجبريل حين أرادوا قتله ثم قال تعالى { ولو شاء اللّه ما أقتتل الذين } يعني ما اختلف الذين { من بعد ما جاءتهم البينات } التي أتاهم بها مثل موسى وعيسى عليهما السلام وقال الزجاج يحتمل وجهين يحتمل ولو شاء اللّه ما أمر بالقتال بعد وضوح الحجة ويحتمل ولو شاء اللّه أضطرهم إلى أن يكونوا مؤمنين كما قال تعالى { ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى } الأنعام ٣٥ ولكن اختلفوا في الدين فصاروا فريقين { فمنهم من آمن ومنهم من كفر } بالكتاب والرسل { ولو شاء اللّه ما اقتتلوا } فجعلهم على أمر واحد { ولكن اللّه يفعل ما يريد } يعني يعصم من يشاء من الاختلاف ويخذل من يشاء ولا مرد لأمره ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون |
﴿ ٢٥٣ ﴾