٤{من قبل } يعني أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى من قبل نزول هذا الكتاب وروي عن الفراء أنه قال اشتقاق التوراة من ورى الزند وهو ما يظهر من النور والضياء فسمي التوراة بها لأنه ظهر بها النور والضياء لبني إسرائيل ومن تابعهم وإنما سمي الإنجيل إنجيلا لأنه أظهر الدين بعدما درس وقد سمي القرآن إنجيلا أيضا لما روي في قصة مناجاة موسى عليه السلام أنه قال يا رب أرى في الألواح أقواما أناجيلهم في صدورهم فاجعلهم أمتي قال اللّه تعالى هم أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم وإنما أراد بالأناجيل القرآن قرأ حمزة والكسائي وابن عامر { التوراة } بكسر الراء والباقون بالفتح وقوله تعالى { هدى للناس } معناه وأنزل أيضا التوراة على موسى والإنجيل على عيسى عليهما السلام بيانا لبني إسرائيل من الضلالة { وأنزل الفرقان } على محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بعد التوراة والإنجيل وقال الكلبي { الفرقان } هو الحلال والحرام يعني بيان الحلال والحرام ويقال المخرج من الشبهات ثم قال تعالى { إن الذين كفروا بآيات اللّه } يعني جحدوا بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم وما أوتي به من آيات نبوته والقرآن { لهم عذاب شديد } في الآخرة قال الكلبي نزلت في وفد نجران قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وجادلوه بالباطل ويقال نزلت في شأن اليهود ويقال نزلت في شأن مشركي العرب { واللّه عزيز ذو انتقام } يعني منيع بالنقمة يعني ينتقم ممن عصاه |
﴿ ٤ ﴾