١٥

فقال عز وجل { قل أؤنبئكم بخير من ذلك } يعني من الذي زين للناس { للذين اتقوا } الشرك والفواحش والكبائر ويقال للذين اتقوا الزينة فلا تشغلهم عن طاعة اللّه { جنات تجري من تحتها الأنهار } يعني البساتين تجري من تحت شجرها ومساكنها الأنهار فهو خير من زينة الدنيا

وروي أبو سعيد الخدري عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال لشبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها وروى أبو هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها

ثم قال { خالدين فيها } يعني مقيمين فيها أبدا { وأزواج مطهرة } معناه في الخلق والخلق فأما الخلق فإنهن لا يحضن ولا يتمخطن ولا يأتين الخلاء وأما الخلق فإنهن لا يغرن ولا يحسدن ولا ينظرن إلى غير أزواجهن { ورضوان من اللّه } يعني مع هذه النعم لهم رضوان من اللّه وهو من أعظم النعم كما قال في آية أخرى { ورضوان من اللّه أكبر } التوبة ٧٢ قرأ عاصم في رواية أبي بكر { ورضوان } بضم الراء والباقون بالكسر وهما لغتان وتفسيرهما واحد

ثم قال تعالى { واللّه بصير بالعباد } يعني عالم بأعمالهم وثوابهم

﴿ ١٥