٣٠

ثم قال عز وجل { يوم تجد كل نفس ما عملت } في الدنيا { من خير محضرا } يعني تجد ثوابه حاضرا ولا ينقص من ثواب عمله شيء { وما عملت من سوء } يعني من شر في الدنيا { تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا } يعني تتمنى النفس أن تكون بينها وبين ذلك العمل أجلا بعيدا كما بين المشرق والمغرب ولم تعمل ذلك العمل قط

ثم قال تعالى { ويحذركم اللّه نفسه } يعني عقوبته في عمل السوء { واللّه رؤوف بالعباد } قال ابن عباس يعني بالمؤمنين خاصة وهو رحيم بهم

ويقال ( رؤوف ) بالذين يعملون السوء حيث لم يعجل بعقوبتهم ويقال في أول هذه الآية ذكر عدله عز وجل { يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا } وفي أوسطها تخويفا وتهديدا وهو قوله { ويحذركم اللّه نفسه } وفي آخرها ذكر رأفته ورحمته وهو قوله { واللّه رؤوف بالعباد }

﴿ ٣٠