٥٤ثم قال تعالى حكاية عن كفار قومه فقال { ومكروا } يعني أرادوا قتل عيسى عليه السلام { ومكر اللّه } يعني جازاهم جزاء المكر { واللّه خير الماكرين } لأن مكرهم جور ومكر اللّه عدل قال الكلبي وذلك ان اليهود اجتمعوا على قتل عيسى فدخل عيسى عليه السلام البيت هاربا منهم فرفعه جبريل عليه السلام من الكوة إلى السماء كما قال في آية أخرى { وأيدنه بروح القدس } البقرة ٨٧ - ٢٥٣ فقال ملكهم لرجل خبيث يقال له يهوذا ادخل عليه فاقتله فدخل الرجل الخوخة فلم يجد هناك عيسى وألقى اللّه عليه شبه عيسى فلما خرج رأوه على شبه عيسى فأخذوه وقتلوه وصلبوه ثم قالوا وجهه يشبه وجه عيسى وبدنه يشبه بدن صاحبنا فإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا وإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى فوقع بينهم قتال فقتل بعضهم بعضا فذلك قوله { ومكروا ومكر اللّه واللّه خير الماكرين } قال الضحاك وكانت القصة أن اليهود لما أرادوا قتل عيسى عليه السلام اجتمع الحواريون في غرفة وهم أثنا عشر رجلا فدخل عليهم المسيح من مشكاة الغرفة فأخبر إبليس جميع اليهود فركب منهم أربعة آلاف رجل فأحدقوا أي تحلقوا بالغرفة فقال المسيح للحواريين أيكم يخرج فيقتل وهو معي في الجنة فقال رجل منهم انا يا نبي اللّه فألقى إليه مدرعة من صوف وعمامة من صوف وناوله عكازه فألقي عليه شبه عيسى عليه السلام فخرج عليه اليهود فقتلوه وصلبوه وأما المسيح فكساه اللّه الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فطار في الملائكة |
﴿ ٥٤ ﴾