٥٥

قوله تعالى { إذ قال اللّه يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي } ففي الآية تقديم وتأخير ومعناه إني رافعك من الدنيا إلى السماء ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء على عهد الدجال ويقال إنه ينزل ويتزوج امرأة من العرب بعدما يقتل الدجال وتلد له أبنة فتموت ابنته ثم يموت هو بعدما يعيش سنتين لأنه قد سأل ربه أن يجعله من هذه الأمة فاستجاب اللّه دعاه وروي عن أبي هريرة أنه قال جاء إلى الكتاب وقال للمعلم قل للصبيان حتى يسكتوا فلما سكتوا قال لهم أيها الصبيان من عاش منكم إلى وقت نزول عيسى عليه السلام فليقرئه مني السلام وإني كنت أرجو أن لا أخرج من الدنيا حتى أراه وهذا كناية عن قرب الساعة

قوله تعالى { ومطهرك } يعني منجيك { من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك } على دينك { فوق الذين كفروا } بالحجة والغلبة { إلى يوم القيامة } وروي عن عبد اللّه بن عباس أنه قال الذين اتبعوه هم أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم لأنهم هم الذين صدقوه

ثم قال تعالى { ثم إلي مرجعكم } يعني الذين اتبعوك والذين كفروا كلهم مرجعهم إلي { فأحكم بينكم } يعني بين المؤمنين والكفار { فيما كنتم فيه تختلفون } من الدين

ثم أخبر اللّه تعالى عن حال الفريقين في الآخرة

﴿ ٥٥