٦١

قوله تعالى { فمن حاجك فيه } وذلك أن النصارى لما أخبرهم بالمثل في حق عيسى قالوا ليس كما تقول وهذا ليس بمثل فنزلت هذه الآية { فمن حاجك فيه } يعني خاصمك في أمر عيسى عليه السلام { من بعد ما جاءك من العلم } أي من البيان في أمره { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم } يعني نخرج أبناءنا وابناءكم { و } نخرج { نساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } ونجتمع في موضع { ثم نبتهل } أي نلتعن وقال مقاتل يعني نخلص في الدعاء ويقال هي المبالغة في التضرع { فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين } فوعدهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأن يخرجوا للملاعنة فجعلوا وقتا للخروج وتفرقوا على ذلك ثم ندموا فلما كان ذلك اليوم خرج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأخذ بيد الحسن والحسين وخرج معه علي بن أبي طالب وفاطمة فلما اجتمعوا في الموضع الذي واعدهم طلب منهم الملاعنة فقالوا نعوذ باللّه فقال لهم إما أن تلتعنوا وأما أن تسلموا وأما أن تقبلوا الجزية فقبلوا الجزية وصالحوه بأن يؤدوا كل سنة ألفي حلة ألف حلة في المحرم وألف حلة في رجب وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح ورجعوا فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لو أنهم التعنوا لهلكوا كلهم حتى العصافير في سقوف الحيطان

﴿ ٦١