١١٩ثم قال تعالى { ها أنتم أولاء } يعني ها أنتم يا هؤلاء { تحبونهم } لمظاهرتكم إياهم { ولا يحبونكم } لأنهم ليسوا على دينكم وقال الضحاك معناه كيف تحبون الكفار وهم لا يحبونكم { وتؤمنون بالكتاب كله } يعني بالتوراة والإنجيل وسائر الكتب ولا يؤمنون بذلك كله وقد فضلكم اللّه عليهم بذلك لأنهم لا يؤمنون إلا بكتابهم قوله تعالى { وإذا لقوكم } يعني المنافقين منهم { قالوا آمنا } بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم أنه رسول اللّه { وإذا خلوا } فيما بينهم { عضوا عليكم الأنامل } يعني أطراف الأصابع { من الغيظ } والحنق عليكم فيقول بعضهم لبعض ألا ترون إلى هؤلاء قد ظهروا وكثروا قال اللّه تعالى لمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم { قل } لهم { موتوا بغيظكم } يقول موتوا بحنقكم يعني على وجه الدعاء والطرد واللعن لا على وجه الأمر والإيجاب لأنه لو كان على وجه الإيجاب لماتوا من ساعتهم كما قال في موضع آخر { فقال لهم اللّه موتوا } البقرة ٢٤٣ فماتوا من ساعتهم فهاهنا لم يرد به الإيجاب وقال الضحاك { قل موتوا بغيظكم } يعني أنكم تخرجون من الدنيا بهذه الحسرة والغيظ يعني اللفظ لفظ الأمر والمراد به الخبر يعني أنكم تموتون بغيظكم ثم قال تعالى { إن اللّه عليم بذات الصدور } يعني بما في قلوبكم من العداوة للمؤمنين يعني إن اللّه يجازيكم بذلك |
﴿ ١١٩ ﴾