١٣١

ثم قال تعالى { واتقوا اللّه } أي في الربا فلا تستحلوه { لعلكم تفلحون } لكي تنجوا من العذاب ثم خوفهم فقال { واتقوا النار التي أعدت للكافرين } يعني خلقت وهيئت للكافرين وقالت المعتزلة من أتى بالكبيرة ومات عليها فإنه يخلد في النار كالكفار لأنه وعد لأكل الربا

النار كما وعد الكفار وقال أكثر أهل العلم والتفسير هذا الوعيد لمن استحل الربا ومن استحل الربا فإنه يكفر ويصير إلى النار ويقال معناه اتقوا العمل الذي ينزع منكم الإيمان فتستوجبون النار لأن من الذنوب ما يستوجب به نزع الإيمان ويخاف عليه فمن ذلك عقوق الوالدين وقد جاء في ذلك أثر أن رجلا كان عاقا لوالدته يقال له علقمة فقيل له عند الموت قل لا إله إلا اللّه فلم يقدر على ذلك حتى جاءت أمه فرضيت عنه ومن ذلك قطيعة الرحم وأكل الربا والخيانة في الأمانة وذكر أبو بكر الوراق عن أبي حنيفة رحمه اللّه أنه قال أكبر ما في الذنوب التي ينزع الإيمان من العبد عند الموت ثم قال أبو بكر فنظرنا في الذنب الذي ينزع الإيمان فلم نجد شيئا أسرع نزعا للإيمان من ظلم العباد

﴿ ١٣١