١٣٥قوله تعالى { والذين إذا فعلوا فاحشة } نزلت في شأن رجل تمار جاءت امرأة تشتري منه تمرا فأدخلها في حانوته وقبلها ثم ندم على ذلك فنزلت هذه الآية ويقال نزلت هذه الآية في رجل مس امرأة أخيه في اللّه وكان أخوه خرج غازيا ثم ندم وتاب ويقال إنها نزلت في شأن بهلول النباش تاب عن صنيعه فنزلت هذه الآية فقال تعالى { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم } يعني القبلة واللمس ويقال الفاحشة كل فعل يستوجب به الحد في الدنيا { أو ظلموا أنفسهم } ما دون ذلك ويقال الفاحشة ما استوجب به النار { أو ظلموا أنفسهم } ما استوجب به الحساب والحبس وقال إبراهيم النخعي الظلم هاهنا تفسير الفاحشة فكأنه يقول { والذين إذا فعلوا فاحشة وظلموا أنفسهم } ثم قال { ذكروا اللّه } يعني خافوا اللّه ويقال ذكروا مقامهم بين يدي اللّه ويقال ذكروا عذاب اللّه { فاستغفروا لذنوبهم } يعني الاستغفار باللسان والندامة بالقلب ويقال الاستغفار باللسان بغير ندامة للقلب توبة الكذابين وروي عن الحسن البصري أنه قال استغفارنا يحتاج إلى الاستغفار الكثير ثم قال تعالى { ومن يغفر الذنوب إلا اللّه } يعني لا يغفر الذنوب إلا اللّه { ولم يصروا على ما فعلوا } يعني لم يقيموا على ما فعلوا من المعصية { وهم يعلمون } أنها معصية فلا يرجعون ويقال في الآية تقديم وتأخير فكأنه يقول والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا اللّه |
﴿ ١٣٥ ﴾