١٦٤

قوله تعالى { لقد من اللّه على المؤمنين } يعني أنعم اللّه على المؤمنين { إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم } يعني من أصلهم ونسبهم من العرب يعرفون نسبه ويقال { من أنفسهم } يعني من جنسهم من بني آدم ولم يجعله من الملائكة وإنما خاطب بذلك المؤمنين خاصة لأن المؤمنين هم الذين صدقوه فكأنه منهم وقرئ في الشاذ { من أنفسكم } بنصب الفاء يعني من أشرفهم وقد كانت له فضيلة في ثلاثة أشياء أحدها أنه كان من نسب شريف لأنهم اتفقوا أن العرب أفضل ثم من العرب قريش ثم من قريش بنو هاشم فجعله من بني هاشم والثاني أنه كان أمينا فيهم قبل الوحي والثالث أنه كان أميا لكي لا يرتاب فيه الافتعال

ثم قال { يتلو عليهم آياته } يعني يعرض عليهم القرآن { ويزكيهم } يعني يأخذ منهم الزكاة ليطهر أموالهم ويقال يعني يطهرهم من الذنوب والشرك ويقال { ويزكيهم } يعني يأمرهم بكلمة الإخلاص وهي قول لا إله إلا اللّه

ثم قال { ويعلمهم الكتاب } يعني القرآن { والحكمة } يعني الفقه وبيان الحلال والحرام { وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } يعني وقد كانوا من قبل مجيء محمد صلّى اللّه عليه وسلّم لفي خطأ بين

﴿ ١٦٤