١٨١

قوله تعالى { لقد سمع اللّه قول الذين قالوا إن اللّه فقير ونحن أغنياء } وقال في رواية الضحاك لما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم { من ذا الذي يقرض اللّه قرضا حسنا } ( البقرة ٢٤٥ ) ( والحديد ١١ ) قالت الفجرة من كفرة اليهود أفقير ربنا فيستقرضنا قالوا ذلك على وجه الاستهزاء فنزلت هذه الآية ويقال إن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر إلى اليهود ليأمرهم بالإسلام وأن يعطوا الصدقة ويؤمنوا فلما انتهى إليهم أبو بكر قال فنحاص بن عازورا أيسأل اللّه منا الصدقة فهو فقير ونحن أغنياء فنزلت هذه الآية { سنكتب ما قالوا } يعني نحفظ قولهم ونجازيهم ويقال { سنكتب ما قالوا } يعني يكتب عليهم الكرام الكاتبون ويؤاخذون به في الآخرة { وقتلهم } يعني نكتب قتلهم { الأنبياء بغير حق } بلا جرم { ونقول ذوقوا عذاب الحريق }

يعني تقول لهم خزنة جهنم في الآخرة ذلك قرأ حمزة { سيكتب } بضم الياء ونصب التاء { وقتلهم الأنبياء } بضم اللام على معنى فعل ما لم يسم فاعله يعني يكتب قتلهم الأنبياء ويقول بالياء والباقون { سنكتب } بالنون مع فتحها وضم التاء { وقتلهم } بنصب اللام ونقول بالنون وقوله { ذوقوا عذاب الحريق } روي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال لو أن شرارة وقعت بالمشرق لغلت منها جماجم قوم بالمغرب ولو أن حلقة من سلاسل أهل النار وضعت على رأس جبل لأحرقت إلى سبع أرضين فهذا معنى قوله { عذاب الحريق }

﴿ ١٨١