١٨٨ثم قال تعالى { لا تحسبن } يقول لا تظنن يا محمد { الذين يفرحون بما أوتوا } يقول يعجبون بما أوتوا يعني بما غيروا من نعته وصفته وهذا قول الكلبي وقال الضحاك إن اليهود كانوا يقولون للملوك إنا نجد في كتابنا أن اللّه يبعث نبيا في آخر الزمان يختم به النبوة فلما بعثه اللّه سألهم الملوك أهو هذا الذي تجدونه في كتابكم فقالت اليهود طعما في أموال الملوك هو غير هذا فأعطاهم الملوك مالا فقال اللّه تعالى { لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا } يعني بما أعطاهم الملوك ثم قال تعالى { ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا } لأنهم كانوا يقولون نحن على دين إبراهيم عليه السلام ولم يكونوا على دينه ويقال كانوا يقولون نحن أهل الصلاة والصوم والكتاب ويريدون أن يحمدوا بذلك يقول اللّه تعالى { فلا تحسبنهم } يقول فلا تظنهم { بمفازة من العذاب } معناه لا تظنن أنهم ينجون من العذاب بذلك { ولهم عذاب أليم } يعني عذاب دائم لا يخرجون منه أبدا |
﴿ ١٨٨ ﴾