١٩٢

قوله تعالى { ربنا إنك من تدخل النار } يعني ويقولون { ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته } يعني أهنته وفضحته { وما للظالمين من أنصار } يعني ما للمشركين من مانع يمنعهم من العذاب إذ أنزل بهم ويقولون أيضا { ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان } يعني محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم يدعو إلى التصديق { أن آمنوا بربكم } يعني صدقوا بتوحيد ربكم { فآمنا } يعني صدقنا وقال محمد بن كعب القرظي ليس كل الناس لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولكن المنادي هو كتاب اللّه يدعو إلى الإيمان بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن آمنوا بربكم فآمنا { ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا } وقال الكلبي الذنوب الكبائر دون الصغاير والسيئات الشرك وقال الضحاك { ذنوبنا } يعني ما عملوا في حال الجاهلية { وكفر عنا سيئاتنا } يعني ما عملوا في حال الإسلام ويقال الذنوب والسيئات بمعنى واحد ويقال الذنوب هي الكبائر والسيئات ما دون الكبائر التي تكفر من الصلاة إلى الصلاة

ثم قال تعالى { وتوفنا مع الأبرار } يعني مع المطيعين والصالحين ويقال اجعل أرواحنا مع أرواح المطيعين والصالحين ويقولون أيضا { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك } يعني أعطنا ما وعدتنا من الخير والجنة على لسان رسلك ويقال هو ما ذكر من استغفار الأنبياء والملائكة للمؤمنين وهو قول تعالى { والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض } الشورى ٥ وما ذكر من دعاء نوح وإبراهيم عليهما السلام للمؤمنين

﴿ ١٩٢