٣قوله تعالى { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } يعني ألا تعدلوا في أموال اليتامى يقال في اللغة أقسط الرجل إذا عدل وقسط إذا جار وقال صلّى اللّه عليه وسلّم المقسطون في الدنيا على منابر من نور يوم القيامة يعني العادلون قال اللّه تعالى { وأما القسطون فكانوا لجهنم حطبا } الجن ١٥ يعني الجائرون ثم قال تعالى { فانكحوا ما طاب لكم } وذلك أنهم كانوا يسألون عن أمر اليتامى ويخافون إلا يعدلوا وكانوا يتزوجون من النساء ما شاؤوا فنزلت هذه الآية { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم } { من النساء مثنى ثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا } يعني فكما خفتم ألا تعدلوا في اليتامى فخافوا في النساء إذا اجتمعن عندكم ألا تعدلوا بينهن وروى عروة عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت كان الناس يتزوجون اليتامى ولا يعدلون بينهن ولم يكن لهن أحد يخاصم عنهن فنهاهم اللّه عن ذلك فقال { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } الآية ويقال إنهم كانوا يتزوجون امرأة لها أولاد أيتام وكانوا لا يحسنون النظر إليهم فنزل { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم } يعني بغير ولد { مثنى وثلاث ورباع } ثم قال تعالى { فإن خفتم ألا تعدلوا } في القسم بين النساء والنفقة { فواحدة } يقول تزوجوا امرأة واحدة وإن خفتم ألا تعدلوا في الواحدة { أو ما ملكت أيمانكم } يعني الإماء ويقال إن خفتم ألا تعدلوا في القسم بين النساء فواحدة أي واشتروا الإماء لأن الواحدة لا تحتاج إلى القسمة والإماء لا يحتاج فيهن إلى القسمة وقال بعض الروافض بظاهر هذا الآية أنه يحوز نكاح تسع نسوة لأنه قال { مثنى وثلاث ورباع } فيكون ذلك تسعا ولكن أجمع المفسرون أن المراد به التفصيل لا الاجتماع لان الواو للبدل الجمع ومعناه مثنى أو ثلاث أو رباع وبذلك جاءت الآثار وهو حديث غيلان بن سلمة أنه اسلم ومعه عشر نسوة فخيره النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فاختار أربعا وفارق البواقي وروي الكلبي ومقاتل أن قيس بن الحارث كان عنده ثمان نسوة حرائر فلما نزلت هذه الآية أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يطلق أربعا ويمسك أربعا وروى محمد بن الحسن في كتاب السير الكبير أن في ذلك كان الحارث بن قيس الأسدي وهذا هو المعروف عند الفقهاء ثم قال تعالى { ذلك أدنى ألا تعولوا } يعني واحدة أحرى ألا تميلوا ولا تجوروا ولا تظلموا |
﴿ ٣ ﴾