٥١

ثم قال تعالى { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب } يعني أعطوا حظا من علم التوراة { يؤمنون بالجبت والطاغوت } الجبت حيي بن أخطب والطاغوت كعب بن الأشرف وقال القتبي كل معبود من حجر أو صورة أو شيطان فهو جبت وطاغوت ويقال الجبت السحر والسحرة والطاغوت الكهنة وقيل الجبت في هذه السورة رجلان من اليهود وإيمانهم بهما تصديقهم إياهما وطاعتهم إياهما

ثم قال تعالى { ويقولون للذين كفروا } يعني لمشركي مكة { هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } وذلك أن رؤساء اليهود قدموا مكة بعد قتال أحد ونقضوا العهد وبايعوا المشركين وقالوا أنتم أهدى سبيلا من المسلمين

حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا الدبيلي قال حدثنا أبو عبيد اللّه قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال جاء كعب بن الأشرف وفي رواية أخرى عن عكرمة عن ابن عباس قال جاء كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب إلى مكة فأتيا قريشا فقالت لهما قريش أنتم أهل الكتاب وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن ديننا القديم ودين محمد الحديث ونحن نصل الرحم ونسقي الحجيج ونفك العاني ومحمد صلّى اللّه عليه وسلّم صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار فنحن أهدى أم هو قالا بل أنتم أهدى سبيلا منهم فأنزل اللّه تعالى { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب } إلى قوله { ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا } يعني أهدى دينا منهم أي من المهاجرين والأنصار

﴿ ٥١