٥٤قال اللّه تعالى { فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة } يعني النبوة والعلم والفهم { وآتيناهم ملكا عظيما } فكان يوسف عليه السلام ملكا على مصر وكان سليمان بن داود عليهما السلام ملكا وكانت له ثلاثمائة امرأة حرة سوى السرية هكذا قال مقاتل وقال الكلبي كانت له سبعمائة امرأة سوى ثلاثمائة سرية وكان لداود عليه السلام مائة امرأة فلم يكن تمنعهم النبوة عن ذلك ويقال الفائدة في كثرة تزوجه أنه كانت له قوة أربعين نبيا وكل من كان أقوى فهو أكثر نكاحا ويقال إنه أراد بالنكاح كثرة العشيرة لأن لكل امرأة قبيلتين قبيلة من قبل الأب وقبيلة من قبل الأم فكلما تزوج امرأة صرف وجوه القبيلتين إلى نفسه فيكونون عونا له على أعدائه ويقال إن كل من كان أتقى كانت شهوته أشهد لأن الذي لا يكون تقيا إنما يتفرج بالنظر والمس ألا ترى إلى ما روي في الخبر العينان تزنيان واليدان تزنيان فإذا كان في النظر وفي المس نوع من قضاء الشهوة فلا ينظر التقي ولا يمس فتكون الشهوة مجتمعة في نفسه فيكون أكثر جماعا وقال أبو بكر الوراق كل شهوة تقسي القلب إلا الجماع فإنه يصفي القلب ولهذا كان الأنبياء عليهم السلام يفعلون ذلك |
﴿ ٥٤ ﴾