١٣٤

قوله تعالى { من كان يريد ثواب الدنيا } يعني من كان يطلب الدنيا بعمله الذي يعمل ولا يريد به وجه اللّه تعالى فليعمل على وجه التقديم لآخرته كما قال { فعند اللّه ثواب الدنيا والآخرة } يعني الرزق في الدنيا والثواب في الآخرة وهو الجنة ويقال في الآية مضمر فكأنه يقول { من كان يريد ثواب الدنيا } نؤته منها { ومن يرد ثواب الآخرة } نؤته منها { فعند اللّه ثواب الدنيا والآخرة } وقال الزجاج كان المشركون مقرين بأن اللّه تعالى خالقهم وأنه يعطيهم خير الدنيا فأخبر اللّه تعالى أن خير الدنيا والآخرة إليه وروي عن عيسى بن مريم إنه قال للحواريين أنتم لا تريدون الدنيا ولا الآخرة لأن الدنيا والآخرة للّه تعالى فاعبدوه إما لأجل الدنيا وأما لأجل الآخرة وروي في بعض الأخبار أن في جهنم واديا تتعوذ منه جهنم أعد للقراء المرائين

ثم قال تعالى { وكان اللّه سميعا بصيرا } يعني عالما بنية كل واحد وروى سهل بن سعد عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته

﴿ ١٣٤