١٩

قوله تعالى { يا أهل الكتاب } يعني يا أهل التوراة والإنجيل وإنما أضافهم إلى الكتاب واللّه أعلم على وجه التعيير يعني أنتم أهل الكتاب فلم لا تعملون بكتابكم كقوله يا عاقل لم لا تفعل كذا وكذا وإنما تذكر العقل على معنى التعيير أي أنك لا تعمل عمل العقلاء

ثم قال { قد جاءكم رسولنا } يعني محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم { يبين لكم } الدين والأحكام والشرائع { على فترة من الرسل } يعني بعد انقطاع من الرسل والوحي وقال مقاتل في الآية تقديم وتأخير ومعناه قد جاءكم رسولنا { على فترة من الرسل } يبين لكم وإنما سمي { فترة } لأن الدين يفتر ويندرس عند انقطاع الرسل يعني بين عيسى ومحمد عليهما السلام وقال قتادة كان بين عيسى ومحمد عليهما السلام خمسمائة وستون سنة وقال الكلبي خمسمائة وأربعون سنة وقال الضحاك ومقاتل كان بينهما ستمائة سنة وقال وهب كان بينهما ستمائة وعشرون سنة

ثم قال { إن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير } يعني لكي لا تقولوا ما جاءنا من رسول اللّه بعد ما درس الدين ليبشرنا وينذرنا { فقد جاءكم } محمد صلّى اللّه عليه وسلّم { بشير } بالجنة { ونذير } من النار { واللّه على كل شيء قدير } من المغفرة والعذاب وبعث الرسل

﴿ ١٩