٢١

ثم قال عز وجل { يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة } يعني المطهرة والمقدسة في اللغة هو المكان الذي يتطهر فيه فتأويله البيت الذي يتطهر فيه الإنسان من الذنوب ثم قال { التي كتب اللّه لكم } يعني التي أمركم اللّه تعالى أن تدخلوها ويقال التي وعد لإبراهيم أن يكون ذلك له ولذريته وذلك أن اللّه تعالى وعد لإبراهيم أن يكون له مقدار ما يمد بصره فصار ذلك ميراثا منه حين عرج إبراهيم فقال له جبريل انظر يا إبراهيم فنظر فقال يعطي اللّه تعالى لك ولذريتك مقدار مد بصرك من الملك وهو أرض فلسطين وأردن وما حولهما فقال موسى لقومه { ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب اللّه لكم } يعني التي جعل لأبيكم إبراهيم عليه السلام ولكم ميراث منه

وقال القتبي أصل الكتاب ما كتب اللّه تعالى في اللوح المحفوظ ثم يتفرغ منه المعاني ويقال كتب بمعنى قضى كما قال { قل لن يصيبنا إلا ما كتب اللّه لنا } التوبة ٥١ ويقال كتب أي فرض كما قال { كتب عليكم الصيام } ويقال كتب أي جعل كما قال { فاكتبنا مع الشاهدين } ويقال كتب أي أمر كما قال { ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب اللّه لكم } يعني أمر اللّه لكم بدخولها قال مقاتل هاهنا بمعنى جعل

ثم قال تعالى { ولا ترتدوا على أدباركم } يعني لا ترجعوا عما أمرتم به من الدخول

{ فتنقلبوا } أي فتصيروا { خاسرين } بفوات الدرجات ووجوب الدركات أي مغبونين في العقوبة فبعث موسى عليه السلام اثني عشر رجلا من كل سبط رجلا يأتيهم بخبر الجبارين فلما أتوهم لقيهم بعض أصحاب تلك المدينة فجاؤوا وأخذوا أصحاب موسى عليه السلام فجعل كل رجلين من أصحاب موسى عليه السلام في كم رجل من الجبارين حتى جاؤوا بهم إلى الملك ويقال لقيهم رجل واحد اسمه عوج فاحتملهم في ثوبه وأتى بهم حتى ألقاهم بين يدي الملك فنظر إليهم وقال هؤلاء يريدون أن يأخذوا مدينتنا فأراد قتلهم فقالت امرأته أيش تصنع بقتل هؤلاء الضعفاء ويكفيهم ما رأوا من أمر القوم وأمر هذه البلدة فأنعم عليهم ودعهم حتى يرجعوا ويذهبوا إلى موسى وقومه بالخبر فأرسلهم الملك وأعطاهم عنقودا من العنب فحملوه على عمودين فرجعوا إلى موسى عليه السلام وقالوا فيما بينهم لا تخبروا قوم موسى بهذا الخبر فإنهم يجبنون عن القتال واللّه تعالى قد وعد لموسى بأن يفتح عليهم هذه البلدة ولا تخبروا أحدا سوى موسى فلما رجعوا أخبروا بخبرهم القوم إلا اثنين منهم وهما يوشع بن نون وكالوب بن يوقنا

فلما أمر موسى قومه بدخول البلدة

﴿ ٢١