٢٦

قال اللّه تعالى { فإنها محرمة عليهم } يعني الأرض المقدسة دخولها محرم عليهم { أربعين سنة } ثم قال { يتيهون في الأرض } ضلالا يعني يتحيرون فيها ولا يعرفون وجه الخروج منها ضلالا في التيه ويقال { فإنها محرمة عليها } وتم الكلام

ثم قال { أربعين سنة يتيهون في الأرض } فغم عليهم السبيل فحبسهم بالنهار وسيرهم بالليل يسهرون ليلتهم ويصبحون حيث أمسوا وكان التيه بين فلسطين وآيلة ست فراسخ في اثني عشر فرسخا فمكثوا فيها أربعين سنة لم يقدروا على الخروج منها

قال بعضهم لم يكن موسى وهارون عليهما السلام في التيه لأن الأنبياء عليهم السلام لا يعذبون

وقال بعضهم تعالى لم يأمرك بهذا ولكنك تميل إلى هابيل فأمرهما بأن يقربا قربانا فأيكما تقبل قربانه كان أحق بها فعمد قابيل وكان صاحب زرع إلى شر زرعه ووضعه عند الجبل وعمد هابيل وكان صاحب المواشي إلى خير غنمه فوضعها عند الجبل وكان قابيل يضمر في قلبه أنه إن تقبل منه أو لم يتقبل أن لا يسلم إليه أخته فنزلت نار من السماء فأكلت قربان هابيل وكان ذلك علامة القبول وتركت قربان قابيل فذلك

﴿ ٢٦