٩٢قال تعالى { وأطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول } يعني في تحريم الخمر { وحذروا } عن شربها { فإن توليتم } يقول أعرضتم عن طاعة اللّه وطاعة الرسول { فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } فهذا تهديد لمن شرب الخمر بعد التحريم فلما نزلت هذه الآية قال حيي بن أخطب فما حال من مات منهم وهم يشربونها فعيروا بذلك أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أصحابه عن ذلك فنزلت هذه الآية { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } يعني شربوا قبل تحريمها ويقال إن بعض الصحابة كانوا في سفر فشربوا منها بعد التحريم ولم يعرفوا تحريمها فلما رجعوا سألوا عن ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فنزل { وليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } يعني شربوا قبل تحريمها { إذا ما اتقوا } الشرك { وآمنوا } يعني صدقوا بوحدانية اللّه تعالى والقرآن { وعملوا الصالحات ثم اتقوا } المعاصي { وآمنوا } يعني صدقوا تحريمها { ثم اتقوا } شربها { وأحسنوا } العمل وتركوا شربها بعد تحريمها { واللّه يحب المحسنين } في أفعالهم ويقال معناه ليس عليهم جناح فيما طعموا قبل تحريمها إذا اجتنبوا شربها بعد تحريمها وروى عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال شرب نفر من أهل الشام الخمر وعليهم يومئذ معاوية بن أبي سفيان وقالوا هي حلال لنا وتأولوا |
﴿ ٩٢ ﴾