٩٠

ثم قال تعالى { أولئك الذين هدى اللّه } { الذين } الأنبياء عليهم السلام { فبهداهم } يعني بسنتهم وبتوحيدهم { اقتده } على دينهم واستقم واعمل به وفي هذه الآية دليل أن شرائع المتقدمين واجبة علينا ما لم يظهر نسخها إذا ثبت ذلك في الكتاب أو ظهر على لسان الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم لأن اللّه تعالى أمرنا بأن نقتدي بهداهم واسم الهدى يقع على التوحيد والشرائع مثل { الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } البقرة ١ - ٢ والكتاب يشتمل على الشرائع وغيرها قرأ حمزة والكسائي { فبهداهم اقتده } بالهاء عند الوقف وبغير الهاء عند الوصل لأن الفاء دخلت فيه عند الوقف لتبين الكسرة في الدال وعند الوصل تبين فلا يحتاج إلى إدخالها وقرأ ابن عامر بغير الهاء في الوقف والوصل جميعا وقرأ الباقون بالهاء في الوصل والوقف جميعا لأنها هاء الوقف مثل قوله { كتابيه } و { حسابيه }

ثم قال تعالى { قل لا أسألكم عليه أجرا } يعني قل للمشركين لا أسألكم على الإيمان والقرآن جعلا { إن هو } يعني ما هو وهو القرآن { إلا ذكرى للعالمين } يعني موعظة للعالمين الإنس والجن

﴿ ٩٠