١١١

قوله تعالى { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة } هذا جواب لقولهم { لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا } قال اللّه تعالى { ولو أننا أنزلنا إليهم الملائكة } كما سألوا حتى يشهدوا بأنك رسول اللّه { وكلمهم الموتى } بأنك رسول اللّه { وحشرنا عليهم كل شيء قبلا } قرأ نافع وابن عامر { قبلا } بكسر القاف ونصب الباء وقرأ الباقون بالضم فمن قرأ بالضم فمعناه جماعة القبيل والقبيل الكفيل ويقال { قبلا } أي أصنافا من الآدميين ومن الملائكة ومن الوحش ومن قرأ { قبلا } بالكسر معناه وحشرنا عليهم كل شيء معاينة فعاينوه { ما كانوا ليؤمنوا } وهذا إعلام للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم بأنهم لا يؤمنون كما أعلم نوحا { أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن } هود ٣٦

ثم قال { إلا أن يشاء اللّه } يعني إلا من هو أهل لذلك فوفقه اللّه تعالى ويقال { إلا أن يشاء اللّه } يقول قد شاء اللّه أن لا يؤمنوا حيث خذلهم ولم يوفقهم { ولكن أكثرهم يجهلون } عن ذلك ويقال { أكثرهم يجهلون الحق } أنه من اللّه تعالى ويقال { يجهلون } ما في العلامة من وجوب هلاكهم بعد العلامة إن لم يؤمنوا

﴿ ١١١