٥٧

 قوله تعالى { ولأجر الآخرة خير }يعني ثواب الآخرة أفضل مما أعطي في الدنيا { للذين آمنوا } أي صدقوا بوحدانية اللّه تعالى { وكانوا يتقون } الشرك

وروي في الخبر أن زوج زليخا مات وبقيت إمرأته زليخا فجلست يوما على الطريق فمر عليها يوسف في حشمه فقالت زليخا الحمد للّه الذي جعل العبد ملكا بطاعته وجعل الملك مملوكا بمعصيته وتزوجها يوسف فوجدها عذراء وأخبرت أن زوجها كان عنينا لم يصل إليها ثم وقع القحط بالناس حتى أكلوا جميع ما في أيديهم واحتاجوا إلى ما عند يوسف وكان يوسف قد جمع في وقت الخصب مقدار ما يكفي السنين المجدبة للأكل والبيع فجعل الناس يعطونه أموالهم العروض والرقيق والعقار وغير ذلك ويأخذون منه الطعام ووقع القحط بأرض كنعان حتى أصاب آل يعقوب الحاجة إلى الطعام فقال يعقوب لبنيه إنهم يزعمون أن بمصر ملكا يبيع الطعام فخرج بنو يعقوب وهم عشرة نحو مصر حتى أتوا يوسف فدخلوا عليه وعليه زي الملوك فلم يعرفوه فعرفهم يوسف وكلموه بالعبرانية فأرسل يوسف إلى الترجمان وهو يعلم لسانهم ولكنه أراد أن يشتبه عليهم فذلك

﴿ ٥٧