٣قوله تعالى { وهو الذي مد الأرض } يعني بسط الأرض من تحت الكعبة على الماء وكانت تكفي بأهلها كما تكفي السفينة فأرساها اللّه بالجبال الثقال وهو قوله تعالى { وجعل فيها رواسي } يعني الجبال الثوابت من فوقها { وأنهارا } يعني خلق في الأرض أنهارا { ومن كل الثمرات } يعني خلق فيها من ألوان كل الثمرات { جعل فيها زوجين إثنين } يعني خلق من كل شيء لونين من الثمار حلوا وحامضا ومن الحيوان ذكرا وأنثى { يغشي الليل النهار } يعني يعلو الليل على النهار ويعلو النهار على الليل واقتصر بذكر أحدهما إذا كان في الكلام دليل عليه قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر { يغشي } بنصب الغين وتشديد الشين وقرأ الباقون بالجزم والتخفيف ثم بين أن ما ذكر من هذه الأشياء فيه برهان وعلامات لمن تفكر فيها فقال { إن في ذلك } يعني فيما ذكر من صنعه { لآيات } يعني لعبرات { لقوم يتفكرون } في إختلاف الليل والنهار فيوحدونه ثم بين أن في الأرض علامات كثيرة ودلائل كثيرة لوحدانيته لمن له عقل سليم |
﴿ ٣ ﴾