٥

ثم قال تعالى { وإن تعجب فعجب قولهم } قال الكلبي يعني إن تعجب من تكذيب أهل مكة لك وكفرهم باللّه { فعجب قولهم } يقول أعجب من ذلك قولهم { أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد } وقال مقاتل { وإن تعجب } مما أوحينا إليك من القرآن فعجب قولهم { أئذا كنا ترابا } { أئنا لفي خلق جديد } إكذابا منهم بالبعث قرأ الكسائي { أإذا } بهمزتين على وجه الإستفهام وقرأ عاصم وحمزة كليهما بهمزتين وقرأ أبو عمرو { آيذا } بهمزة واحدة مع المد وكذلك في قوله { آينا } بالمد وقرأ إبن كثير { أيذا } بالياء وكذلك { أينا } وقرأ ابن عامر { إيذا كنا } بهمزة واحدة بغير إستفهام { أينا } بالهمزة والمد قال لأنهم لم يشكوا في الموت وإنما شكوا في البعث فينبغي أن يكون الإستفهام في الثاني دون الأول

ثم قال تعالى { أولئك الذين كفروا بربهم } يعني جحدوا بوحدانية اللّه تعالى { وأولئك الأغلال في أعناقهم } يعني تغل أيمانهم على أعناقهم بالحديد في النار { وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } أي دائمون فيها ولا يخرجون منها

﴿ ٥