٢٣

قوله عز وجل { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه } يعني أرسلناه إلى قومه كما أرسلناك إلى قومك

فإن قيل إيش الحكمة في تكرار القصص

قيل له لأن في كل قصة كررها ألفاظا وفوائد ونكتا ما ليس في الأخرى ونظمها سوى نظم الأخرى وقال الحسن للقصة ظهر وبطن فالظهر خبر يخبرهم والبطن عظة تعظهم ويقال إنما كررها تأكيدا للحجة والعظة كما أنه كرر الدلائل ويكفي دليل واحد لمن يستدل به تفضلا من اللّه تعالى ورحمة منه

فقال تعالى { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم أعبدوا اللّه } يعني أطيعوا اللّه عز وجل ووحدوه { ما لكم من إله غيره } يعني ليس لكم رب سواه { أفلا تتقون } عبادة غير اللّه تعالى فتوحدونه يعني إتقوه ووحدوه

﴿ ٢٣