٢

ثم قال { الذي نزل الفرقان } يعني أنزل جبريل عليه السلام بالقرآن والفرقان هو المخرج من الشبهات { على عبده } يعني محمدا صلى اللّه عليه وسلم { ليكون للعالمين نذيرا } يعني ليكون القرآن نذيرا للإنس والجن ويقال يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم ويقال يعني اللّه تبارك وتعالى { للعالمين } وأراد ها هنا جميع الخلق وقد يذكر العام ويراد به الخاص من الناس كقوله عز وجل { وأني فضلتكم على العالمين } [ البقرة : ٤٧ - ١٢٢ ] أي على عالمي زمانهم ويذكر ويراد به جميع الخلائق كقوله { رب العالمين } [ الفاتحة : ٢ ]

ثم قال عز وجل { الذي له ملك السموات والأرض } يعني خزائن السموات والأرض ويقال له نفاذ الأمر في السموات والأرض { ولم يتخذ ولدا } ليورثه ملكه { ولم يكن له شريك في الملك } فينازعه في عظمته { وخلق كل شيء } كما ينبغي أن يخلقهم { فقدره تقديرا } يعني بين الصلاح في كل شيء وجعله مقدرا معلوما ويقال كل شيء خلقه من الخلق فقدره تقديرا أي قدر لكل ذكر وأنثى

﴿ ٢