١٨قوله تعالى { قالوا سبحانك } أي تنزيها لك { ما كان ينبغي لنا } أي ما يجوز لنا { أن نتخذ من دونك من أولياء } وقرأ الحسن وأبو جعفر المدني أن { نتخذ } بضم النون ونصب الخاء ومعناه ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك إلها فتعبد وقراءة العامة بنصب النون وكسر الخاء يعني ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء فيعبدوننا ويقال معناه ما كان فينا روح نأمرهم بطاعتنا ويقال ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء فنعبدهم فكيف نأمر غيرنا بعبادتنا كقوله تعالى { سبحانك أنت ولينا من دونهم } [ سبأ : ٤١ ] قرأ إبن كثير وعاصم في رواية حفص { ويوم يحشرهم } بالياء { فيقول } بالياء وقرأ الباقون الأول بالنون والثاني بالياء ثم قال { ولكن متعتهم وآباءهم } يعني أن هذا كان بكرمك وفضلك لما عصوك لم تمنع عنهم الدنيا حتى إغتروا بذلك وظنوا أنهم على الحق حيث لم يصبهم بلاء ولم تمنع منهم النعمة فذلك قوله { ولكن متعتهم } يعني تركتهم في الدنيا يتمتعون وأجلتهم وآباءهم في المتاع والسعة { حتى نسوا الذكر } يعني تركوا التوحيد والإيمان بالقرآن { وكانوا قوما بورا } أي هلكى فاسدين وأصله الكساد يقال بارت السوق إذا كسدت وقال الكلبي { بورا } يعني هالكين فاسدة قلوبهم غير متقين ولا محسنين |
﴿ ١٨ ﴾