١٨قوله عز وجل { حتى إذا أتوا على واد النمل } وذلك أن سليمان كان له بساط فرسخ في فرسخ ويقال أربع فراسخ في أربع فراسخ وكان يضع عليه كرسيه وجميع عساكره عليه ثم يأمر الريح فترفعه وتذهب به مسيرة شهر في ساعة واحدة فركب ذات يوم في جموعه فمر بواد النمل في أرض الشام { قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم } يعني في بيوتكم ويقال حجركم { لا يحطمنكم } أي لا يهلكنكم ويقال لا يكسرنكم { سليمان وجنوده } بأن يظلموكم وإنما خاطبهم بقوله { أدخلوا } بخطاب العقلاء لأنه حكى عنهم ما يحكى عن العقلاء ثم قال { وهم لا يشعرون } يعني قوم سليمان لا يشعرون بكم ولو كانوا يشعرون بكم لا يحطمونكم لأنهم علموا أن سليمان ملك عادل لا بغي فيه ولا جور فيه ولئن علم بها لم توطأ ويقال { وهم لا يشعرون } يعني جنوده خاصة لأنه علم أن سليمان يعلم بمكانه ويتعاهده ويقال { وهم لا يشعرون } يعني النمل لا يشعرون بجنود سليمان حتى أخبرتهم النملة المنذرة فرفع الريح صوتها إلى سليمان |
﴿ ١٨ ﴾