١٩{ فتبسم ضاحكا من قولها } كما يكون ضحك الأنبياء عليهم السلام وإنما ضحك من ثنائها على سليمان بعدله في ملكه يعني أنه لو شعر بكم لم يحطمنكم ويقال { فتبسم ضاحكا } أي متعجبا ويقال فرحا بما أنعم اللّه تعالى عليه { ضاحكا } صار نصبا على الحال و { وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي } يعني ألهمني ويقال أوزعني من الكف أيضا كأنه قال إحفظ جوارحي لكيلا تشتغل بشيء سوى شكرك الذي أنعمت علي { وعلى والدي } يعني النبوة والملك { وأن أعمل صالحا ترضاه } يعني تقبله مني وذكر أنه مر بزارع فقال الزارع إنه ما أعطي مثل هذا الملك لأحد فقال له سليمان ألا أنبئك بما هو أفضل من هذا القصد في الغنى والفقر وتقوى اللّه تعالى في السر والعلانية والقضاء بالعدل في الرضا والغضب ثم قال تعالى { وأدخلني برحمتك } يعني في جنتك { في عبادك الصالحين } يعني مع عبادك الصالحين يعني المرسلين فوقف سليمان عليه السلام بموضعه ليدخل النمل مساكنهم ثم مضى قرأ يعقوب الحضرمي وأبو عمرو في إحدى الروايتين { لا يحطمنكم } بسكون النون وقراءة العامة بنصب النون والتشديد وهذه النون تدخل للتأكيد فيجوز التخفيف والتثقيل ولفظه لفظ النهي ومعناه جواب الأمر يعني إن لم تدخلوا مساكنكم حطمكم |
﴿ ١٩ ﴾