٣٢قوله عز وجل { قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم } يعني حسن ويقال كتاب مختوم وروي عن ابن عباس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال كرامة الكتاب ختمه ويقال كل كتاب لا يكون مختوما فهو مغلوب ويقال كان سليمان عليه السلام إذا كتب إلى الشياطين ختمه بالحديد وإذا كتب إلى الجن ختمه بالصفر وإذا كتب إلى الإنس ختمه بالطين وإذا كتب إلى الملوك ختمه بالفضة فجعل ختم كتابها من ذهب ويقال إن المرأة إنما قالت { كتاب كريم } لأنها ظنت أنه نزل من السماء فلما نظرت إليه قرأت عنوانه { إنه من سليمان وإنه } يعني في داخله وأول سطره { بسم اللّه الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي } يعني لا تتعظموا علي ولا تتطاولوا علي ويقال لا تترفعوا علي وإن كنتم ملوكا { وأتوني مسلمين } يعني مستسلمين خاضعين ويقال { مسلمين } يعني مستسلمين مخلصين ويقال منقادين طائعين قال محمد بن موسى إنما بدأ سليمان بنفسه لعلمه بأن ذكره على سائر الملوك أعظم من ذكر معبوده فهول عليها بذكر نفسه ثم ذكر معبوده فذهبت بنفسها وانقادت في مملكتها وإنما خافت من هول سليمان حين آمنت باللّه فقالت عند ذلك رب إني ظلمت نفسي بعبادة الشمس وما خفت منك فالآن عرفتك وتبت إليك وأنت رب العالمين { قالت } المرأة { يا أيها الملأ } يعني قالت المرأة يا أيها الأشراف والقادة { أفتوني في أمري } وكان لها ثلاثمائة وثلاثة عشر قائدا تحت يد كل قائد ألف رجل وقد قيل أكثر من هذا { أفتوني في أمري } يعني أجيبوني في أمري ويقال بينوا لي أمري ما أعمل ويقال أخبروني ويقال أشيروا علي { ما كنت قاطعة أمرا } أي قاضية أمرا ويقال فاصلة أمرا { حتى تشهدون } يعني تحضرون أي لا أقطع أمرا دونكم |
﴿ ٣٢ ﴾