٣فنزل { أم يقولون افتراه } يعني أيقولون اختلقه من ذات نفسه وقال أهل اللغة فرى يفري إذا قطعه للإصلاح وأفرى يفري إذا قطعه للاستهلاك فأكذبهم اللّه عز وجل فقال { بل هو الحق من ربك } يعني القرآن ولو لم يكن من اللّه عز وجل لم يكن حقا وكان باطلا ويقال { بل هو الحق من ربك } يعني نزل من عند ربك { لتنذر قوما } يعني كفار قريش { ما أتاهم من نذير من قبلك } يعني لم يأتهم في عصرك ولكن أتاهم من قبل لأن الأنبياء المتقدمين عليهم السلام كانوا إلى جميع الناس ويقال معناه لم يشاهدوا نذيرا قبلك وإنما الإنذار قد كان سبق لأنه قال { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } [ الإسراء ١٥ ] وقد سبق الرسل ويقال { ما آتاهم من نذير من قبلك } يعني من قومهم من قريش ثم قال { لعلهم يهتدون } يعني يهتدون من الضلالة وأصل الإنذار هو الإعلام يقال أنذر العدو إذا أعلمه |
﴿ ٣ ﴾