١٦

قوله عز وجل { تتجافى جنوبهم } قال مقاتل نزلت في الأنصار كانت منازلهم بعيدة من المسجد فإذا صلوا المغرب كرهوا أن ينصرفوا مخافة أن تفوتهم صلاة العشاء في الجماعة فكانوا يصلون ما بين المغرب والعشاء

ويقال الذي يصلي العشاء والفجر بجماعة وقال أنس بن مالك الذي يصلي ما بين المغرب والعشاء وهو صلاة الليل كما جاء في الخبر قال النبي صلى اللّه عليه وسلم ( ركعة في الليل خير من ألف ركعة في النهار )

قال أبو الليث رحمه اللّه حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا السراج

قال حدثنا إبراهيم بن إسحق عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد العبسية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينقدهم البصر ثم ينادي مناد سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم فأين الذين يحمدون اللّه عز وجل على كل حال فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب

ثم ينادي مناد أين الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب

ثم ينادي مناد أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يؤمر بسائر الناس فيحاسبون.

فذلك قوله عز وجل { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } يعني يصلون بالليل ويقومون عن فرشهم { يدعون ربهم خوفا وطعما } { خوفا } من عذابه { وطمعا } في رحمته { ومما رزقناهم ينفقون } يعني يتصدقون من أموالهم يعني صدقة التطوع لأنه قرية كصلاة التطوع

ويقال يعني الزكاة المفروضة والأول أراد به العشاء والفجر

﴿ ١٦