١٣قوله عز وجل { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء} يعني: ما يشاء سليمان { مِن مَّحَـٰرِيبَ} يعني: المساجد ويقال الغرق { وَتَمَـٰثِيلَ} يعني: على صور الرجال من الصفر والنحاس لأجل الهيبة في الحرب وغيره، ويقال ويجعلون صوراً للأنبياء ليستزيد الناس رغبة في الإسلام ثم قال: { وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ} يعني: قصاعاً كالحياض الكبيرة ويجلس على القصعة الواحدة ألف رجل أو أقل أو أكثر الجابية في اللغة الحوض الكبير وجماعته جواب قرأ إبن كثير كالجوابي بالياء في الوقف والوصل جميعاً وقرأ أبو عمرو بالياء في الوصل، والباقون بغير ياء فمن قرأ بالياء فلأنه الأصل ومن حذف فلاكتفائه بكسر الياء قوله: { وَقُدُورٍ رَّاسِيَـٰتٍ} يعني: ثابتات في الأرض لا تزول من مكانها وكان يتخذ القدور من الجبال، قال مقاتل: كان ملكه ما بين مصر وبابل، وقال بعضهم: جميع الأرض ثم قال { ٱعْمَلُواْ ءالَ دَاوُدُ شُـكْراً} يعني: يا آل داود لما أعطيتكم من الفضل، ويقال: معناه اعملوا عملاً تؤدوا بذلك شكر نعمتي { وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ} والشكور هو المبالغة في الشكر وهو من كان عادته الشكر في الأحوال كلها ومثل هذا في الناس قليل وهذا معنى قوله { وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ} وروي عن أبي العالية أنه قال هو شكر الشكر يعني: إذا شكر النعمة يعلم أن ذلك الشكر بتوفيق اللّه عز وجل ويشكر لذلك الشكر وهذا في الناس قليل |
﴿ ١٣ ﴾