٩{ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا } وذكر في رواية الكلبي نحو هذا وقال بعضهم { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا } أي جعلنا أيديهم ممسكة عن الخيرات مجازاة لكفرهم{ وجعلنا من بين أيديهم سدا } أي حائلا لا يهتدون إلى الإسلام ولا يبصرون الهدى وقال بعضهم { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا } يعني أيديهم ولم يذكر في الآية اليد وفيها دليل لأن الغل لا يكون إلا باليد إلى العنق فلما ذكر العنق فكأنما ذكر اليد وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنهما قرأ { إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا }وقرأ بعضهم { في أيديهم }وكل ذلك يرجع إلى معنى واحد لأنه لا يجوز أن يكون الغل بأحدهما دون الآخر كقوله { سرابيل تقيكم الحر } [ النحل ٨١ ] ولم يذكر البرد لأن في الكلام دليلا عليه ثم قال { فهي إلى الأذقان } أي تلك الأغلال إلى الأذقان { فهم مقمحون } أي الحنك الأيسر { مقمحون } أي رافع الرأس إلى السماء غاض الطرف لا يبصر موضع قدميه وقال قتادة أي مغلولين من كل خير ثم قال عز وجل { وجعلنا من بين أيديهم سدا } أي ظلمة { ومن خلفهم سدا } أي ظلمة { فأغشيناهم } بالظلمة { فهم لا يبصرون} |
﴿ ٩ ﴾