٤٩

 فيقول اللّه تعالى { ما ينظرون } بالعذاب { إلا صيحة واحدة } يعني لا خطر لإهلاكهم فليس إلا صيحة واحدة { تأخذهم وهم يخصمون } قرأ عاصم في رواية أبي بكر { يخصمون } بكسر الياء والخاء وقرأ نافع { يخصمون } بنصب الياء وسكون الخاء

وقرأ الكسائي وعاصم في رواية حفص بنصب الياء وكسر الخاء

وقرأ إبن كثير وأبو عمرو بنصب الياء والخاء وقراءة حمزة { يخصمون } بنصب الياء وجزم الخاء بغير تشديد ومعناه تأخذهم وبعضهم يخصم بعضا ومن قرأ بالتشديد فالأصل فيه يختصمون فأدغمت التاء في الصاد وشددت ومن قرأ بنصب الخاء طرح فتحة التاء على الخاء ومن قرأ بكسر الخاء فلسكونها وسكون الصاد

وروي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله واحد منهما حتى ينفخ في الصور فيصعق بها فيضعونه وهي التي قال اللّه تعالى { ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون }

قال الفقيه أبو الليث رحمه اللّه وأخبرني الثقة بإسناده عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ( تقوم الساعة والرجلان يتبايعان الثوب فلا يطويانه ولا يتبايعانه وتقوم الساعة والرجل يحلب الناقة فلا يصل الإناء على فيه وتقوم الساعة وهو يلوط الحوض فلا يسقى فيه )

﴿ ٤٩