٣

ثم خوفهم فقال عز وجل { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } يعني من أمة { فنادوا } يعني فنادوا في الدنيا واستغاثوا { ولات حين مناص } يعني وليس تحين فرار

قال الكلبي وكانوا إذا قاتلوا قال بعضهم لبعض { ولات حين مناص } يقول احمل حملة واحدة فينجو من نجا ويهلك من هلك فلما أتاهم العذاب قالوا { مناص } مثل ما كانوا يقولون

فقال اللّه تعالى لهم ليس بحين فرار وهي لغة اليمن

وقال القتبي النوص التأخر والبوص التقدم في كلام العرب

وروى معمر عن قتادة في قوله { فنادوا ولات حين مناص } قال نادوا على غير حين النداء

وقال عكرمة نادوا وليس تحين انفلات

وقال أبو عبيدة اختلفوا في الوقف فقال بعضهم يوقف عند قوله { ولات } يم يبتدئ { تحين مناص } على خط الكتاب والذي عندنا أن الوقف عند قوله ولا ثم يبتدأ حين مناص لأنا لا نجد في اليوم شيء من كلام العرب ولات أما المعروف لا ولأن تفسير ابن عباس يشهد لها وذلك أنه قال ليس تحين فرار وليس هي أخت لا ولا بمعناها

قال أبو عبيدة ومع هذا تعمدت النظر في الذي يقال له مصحف الإمام وهو مصحف عثمان بن عفان رضي اللّه عنه فوجدت التاء متصلة مع حين

﴿ ٣