سورة الدخان

مكية وهي خمسون وتسع آيات

١

قوله تبارك وتعالى { حم }

٢

{ والكتاب المبين }

٣

{ إنا أنزلناه } يعني الكتاب { في ليلة مباركة } يعني في ليلة القدر سميت مباركة لما فيها من البركة والمغفرة للمؤمنين وذلك أن القرآن أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر إلى السفرة ثم أنزله جبريل متفرقا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويقال كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر مقدار ما ينزل به جبريل عليه السلام متفرقا إلى السنة الثانية ثم قال { إنا كنا منذرين } يعني مخوفين بالقرآن

٤

قوله تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم } يعني في ليلة القدر يقضى كل أمر محكم ما يكون في تلك السنة إلى السنة الأخرى وهذا قول عكرمة

وروى منصور عن مجاهد قال فيها يقضى أمر السنة إلى السنة من المصائب والأرزاق وغير ذلك وهذا موافق للقول الأول

ويقال في تلك الليلة { يفرق } يعني ينسخ من اللوح المحفوظ ما يكون إلى العام القابل من الرزق والأجل والأمراض والخصب والشدة

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال إنك لتلقى الرجل في الأسواق وقد وقع اسمه في الأموات ثم قرأ هذه الآية { فيها يفرق كل أمر حكيم } في تلك الليلة يفرق أمر الدنيا إلى مثلها إلى السنة من قابل من شعبان

٥

قوله عز وجل { أمرا من عندنا } يعني قضاء من عندنا ويقال معناه بأمر من عندنا فنزع حرف الخافض فصار نصبا { إنا كنا مرسلين } يعني الرسل إلى الخلق ويقال يعني الملائكة في تلك الليلة

٦

{ رحمة من ربك } تعالى ويقال إنزال الملائكة رحمة من اللّه تعالى ويقال الرسالة رحمة من اللّه تعالى ويقال هذا القرآن رحمة لمن آمن به { إنه هو السميع } لقولهم { العليم } بهم وبأعمالهم

٧

قوله عز وجل { رب السموات والأرض } قرأ أهل الكوفة { رب السموات } بكسر الباء والباقون بالضم

فمن قرأ بالكسر رده إلى قوله { رحمة من ربك } { رب السموات } ومن قرأ بالضم رده إلى قوله { إنه هو السميع العليم } { رب السموات }

ويقال على الاستئناف ومعناه هو ربكم وهو رب السموات والأرض { وما بينهما إن كنتم موقنين } يعني مؤمنين موحدين بتوحيد اللّه

٨

{ لا إله إلا هو يحيي ويميت } وقد ذكرناه { ربكم ورب آبائكم الأولين } يعني هو خالقكم ورازقكم { ورب آبائكم الأولين } يعني خالقهم ورازقهم

٩

قوله عز وجل { بل هم في شك يلعبون } يعني يستهزئون ويقال هذا جواب قوله { إن كنتم موقنين } فكأنه قال لا يوقنون { بل هم في شك يلعبون } يعني يخوضون في الباطل

١٠

قوله تعالى { فارتقب } يعني فانتظر يا محمد صلى اللّه عليه وسلم { يوم تأتي السماء بدخان مبين } يعني الجدب والقحط قال القتبي سمي الجدب والقحط دخانا وفيه قولان أحدهما إن الجائع كأنه يرى بينه وبين السماء دخانا من شدة الجوع والثاني أنه سمي القحط دخانا ليبس الأرض وانقطاع النبات وارتفاع الغبار فشبه بالدخان

وروى الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد اللّه بن مسعود قال خمس قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر

وروي عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في المسجد فسئل عن قوله { يوم تأتي السماء بدخان مبين } فقال إذا كان يوم القيامة نزل دخان من السماء فأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم وأخذ المؤمنون منه بمنزلة الزكام

قال مسروق فدخلت على عبد اللّه فأخبرته وكان متكئا فاستوى قاعدا ثم أنشأ فقال يا أيها الناس من كان عنده علم فسئل عنه فليقل به ومن لم يكن عنده علم فليقل اللّه أعلم عن قريشا حين كذبوه يعني صلى اللّه عليه وسلم دعا عليهم فقال ( اللّه م اشدد وطأتك على مضر اللّه م اجعلها سنين كسني يوسف عليه السلام ) فأصابهم سنة وشدة الجوع حتى أكلوا الكلاب والجيف والعظام حتى كان يرى أحدهم كأن بينه وبين السماء دخانا فذلك قوله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } يعني انتظر بهلاكهم يوم تأتي السماء بدخان مبين

١١

 { يغشى الناس } يعني أهل مكة { هذا عذاب أليم } يعني يقولون هذا الجوع عذاب أليم ثم إن أبا سفيان وعتبة بن ربيعة والعاص بن وائل وأصحابهم قالوا يا رسول اللّه استسق اللّه لنا فقد أصابنا شدة

١٢

قوله تعالى { ربنا اكشف عنا العذاب } يعني الجوع { إنا مؤمنون }

١٣

{ أنى لهم الذكرى } يعني من أين لهم التوبة والعظة والتذكرة { وقد جاءهم رسول مبين } بلغتهم ومفقه لهم

١٤

{ ثم تولوا عنه } يعني أعرضوا عما جاء به فلم يصدقوه ومع ذلك { وقالوا معلم مجنون } يعلمه جبر ويسار غلامي الحضرمي

١٥

 { إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون } إلى المعصية فعادوا فانتقم منهم يوم بدر فذلك

١٦

 قوله { يوم نبطش البطشة الكبرى } يعني نعاقب العقوبة العظمى { إنا منتقمون } منهم بكفرهم ويقال { يوم نبطش البطشة الكبرى } يعني يوم القيامة

ويقال إن الدخان لم يمض وسيكون في آخر الزمان

وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي اللّه عنه قال لم تمض آية الدخان بأخذ المؤمن كهيئة الزكام وينتفخ الكافر حتى يصير كهيئة الجمل

وروى ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال أخبرت أن الكوكب ذا الذنب قد طلع فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ويقال هذا كله يوم القيامة إذا خرجوا من قبورهم تأتي السماء بدخان مبين محيط بالخلائق فيقول الكافرون { ربنا اكشف عنا العذاب } أي ردنا إلى الدنيا { إنا مؤمنون } يقول اللّه تعالى من أين لهم الرجعة وقد جاءهم رسول مبين فلم يجيبوه

١٧

ثم قال تعالى { ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون } يعني ابتلينا قبل قومك قوم فرعون

{ وجاءهم رسول كريم } على ربه وهو موسى عليه السلام

ويقال { رسول كريم } يعني شريفا

١٨

{ أن أدوا إلي عباد اللّه } يعني أرسلوا معي بني إسرائيل واتبعوني على ديني { إني لكم رسول أمين } قد جئتكم من عند اللّه تعالى

ويقال كريم لأنه كان يتجاوز عنهم ويقال { أمين } فيكم قبل الوحي فكيف تتهموني اليوم

ويقال { كريم } حيث يتجاوز عنهم حين دعا موسى ورفع عنهم الجراد والقمل والضفادع والدم { إني لكم رسول أمين } فيما بينكم وبين ربكم

١٩

قوله تعالى { وأن لا تعلوا على اللّه } يعني لا تخالفوا أمر اللّه تعالى

ويقال لا تستكبروا عن الإيمان ولا تعلوا بالفساد لأن فرعون لعنه اللّه كان عاليا من المسرفين { إني آتيكم بسلطان مبين } يعني آتيكم بحجة بينة اليد والعصى وغير ذلك

٢٠

 { وإني عذت بربي وربكم } يعني أعوذ باللّه { أن ترجمون } يعني أن تقتلون ومعناه أسأل اللّه تعالى أن يحفظني لكي لا تقتلوني

قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي { إني عذت } بإدغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما والباقون بغير إدغام لتبيين الحرف

٢١

{ وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } يعني إن لم تصدقوني فاتركوني

٢٢

قوله تعالى { فدعا ربه } يعني دعا موسى ربه كما ذكر في سورة يونس { ربنا اطمس على أموالهم } [ يونس ٨٨ ] وقوله { ونجنا برحمتك من القوم الكافرين } [ يونس ٨٦ ] { أن هؤلاء قوم مجرمون } يعني مشركون فأبوا أن يطيعوني

٢٣

 { فأسر بعبادي ليلا } فأوحى اللّه تعالى إليه أن أدلج ببني إسرائيل { إنكم متبعون } يعني إن فرعون يتبع أثركم فخرج موسى ببني إسرائيل وضرب بعصاه البحر فصار طريقا يابسا وهذا كقوله تعالى { فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا } [ طه ٧٧ ] فلما جاوز موسى مع بني إسرائيل البحر فأراد موسى أن يضرب بعصاه البحر ليعود إلى الحالة الأولى فأوحى اللّه تعالى إليه بقوله { واترك البحر رهوا } قال قتادة يعني طريقا يابسا واسعا

وقال الضحاك { رهوا } يعني سهلا

وقال مجاهد يعني منفرجا

وقال القتبي يعني طريقا سالكا كما هو

ويقال { رهوا } أي سككا جددا أي طريقا يابسا { إنهم جند مغرقون } وذلك أن بني إسرائيل خشوا أن يدركهم فرعون فقال لموسى اجعل البحر كما كان فإننا نخشى أن يلحق بنا

٢٤

قال اللّه تعالى { إنهم جند مغرقون } يعني سيغرقون فدخل فرعون وقومه البحر فأغرقهم اللّه تعالى وبقيت قصورهم وبساتينهم

٢٥

قوله تعالى { كم تركوا من جنات وعيون } يعني بساتين وأنهارا جارية

٢٦

 { وزروع } يعني الحروث { ومقام كريم } يعني مساكن ومنازل حسنة

{ كذلك } يعني هكذا

٢٧

أخرجناهم من النعيم { ونعمة كانوا فيها فاكهين } يعني معجبين

وقال أهل اللغة النعمة بكسر النون في المنة واليد الصالحة والنعمة بالضم هي المسرة والنعمة بالنصب هي السعة في العيش

٢٨

ثم قال { كذلك } يعني هكذا أخرجناهم من السعة والنعمة { وأورثناها قوما آخرين } يعني جعلناها ميراثا لبني إسرائيل

قوله تعالى { فما بكت عليهم السماء والأرض } قال بعضهم هذا على سبيل المثل والعرب إذا أرادت تعظيم ملك عظيم الشأن عظيم العطية تقول كسف القمر لفقده وبكت الريح والسماء والأرض وقد ذكروا ذلك في أشعارهم

فأخبر اللّه تعالى أن فرعون لم يكن ممن يجزع له جازع ولم يوجد له فقد

وقال بعضهم { فما بكت عليهم السماء والأرض } يعني أهل السماء وأهل الأرض فأقام السماء والأرض مقام أهلها

كما قال { وسئل القرية } [ يوسف ٨٢ ] وقال بعضهم يعني بكت السماء بعينها وبكت الأرض

وقال ابن عباس لكل مؤمن باب في السماء

يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه فإذا مات بكى عليه بابه في السماء وبكت عليه آثاره في الأرض وذكر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه سئل أتبكي السماء والأرض على أحد قال نعم إذا مات المؤمن بكت عليه معادنه من الأرض التي كان يذكر اللّه تعالى فيها ويصلي وبكى عليه بابه الذي كان يرفع فيه عمله فاخبر اللّه تعالى أن قوم فرعون لم تبك عليهم السماء والأرض { وما كانوا منظرين } يعني مؤجلين

٣٠

قوله عز وجل { ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين } يعني من العذاب الشديد

ويقال { المهين } يعني الهوان وهو قتل الأبناء واستخدام البنات

٣١

{ من فرعون } يعني من عذاب فرعون { إنه كان عاليا من المسرفين } يعني كان عاصيا عاتيا مستكبرا متعظما { وكان من المسرفين } يعني من المشركين

٣٢

{ ولقد اخترناهم } يعني اصطفينا بني إسرائيل { على علم } يعني على علم من اللّه تعالى أنهم أهل لذلك

ويقال { على علم } اللّه فيهم من صبرهم { على العالمين } يعني على عالمي زمانهم

٣٣

 { وآتيناهم من الآيات } يعني

أعطيناهم من العلامات { ما فيه بلاء مبين } يعني ابتلاء بينا مثل انفلاق البحر وأشباه ذلك

ثم ذكر كفار مكة فقال

٣٤

 { إن هؤلاء ليقولون}

٣٥

{ إن هي إلا موتتنا الأولى } يعني ما هي إلا موتتنا الأولى { وما نحن بمنشرين } بعدها

٣٦

{ فأتوا بآياتنا إن كنتم صادقين } أنا نبعث بعد الموت يعني قالوا ذلك للنبي صلى اللّه عليه وسلم

٣٧

قال اللّه تعالى { أهم خير أم قوم تبع } يعني قومك خير أم قوم تبع وإنما ذكر قوم تبع لأنهم كانوا أقرب إلى أهل مكة في الهلاك من غيرهم

قال الكلبي وكانوا أشراف حمير { والذين من قبلهم أهلكناهم } فكيف لا نهلك قومك إذا كذبوك قال وكان تبع اسم ملك منهم مثل فرعون

ويقال إنما سمي تبع لكثرة أتباعه فأسلم فخالفوه فأهلكهم اللّه تعالى وكان اسمه أسعد بن ملكى كرب

وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عائشة رضي اللّه عنها قالت إن تبع كان رجلا صالحا وكان كعب الأحبار يقول ذم اللّه قومه ولم يذمه

وقال سعيد بن جبير إن تبعا كسا البيت يعني الكعبة

وقال القتبي هم ملوك اليمن كل واحد منهم يسعى تبعا لأنه يتبع صاحبه وكذلك الظل يسمى تبعا لأنه يتبع الشمس وموضع التبع في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام وهم ملوك العرب

ثم قال { والذين من قبلهم } يعني من قبل تبع { أهلكناهم } يعني عذبناهم عند التكذيب { إنهم كانوا مجرمين } يعني مشركين

٣٨

قوله عز وجل { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين } يعني عابثين لغير شيء

٣٩

 { ما خلقناهما إلا بالحق } يعني إلا لأمر هو كائن

ويقال خلقناهما للعبرة ومنفعة الخلق ويقال للأمر والنهي والترهيب والترغيب { ولكن أكثرهم لا يعلمون } يعني لا يصدقون ولا يفقهون

٤٠

قوله عز وجل { إن يوم الفصل } أي يوم القضاء بين الخلق وهو يوم القيامة { ميقاتهم أجمعين } يعني ميعادهم أجمعين الأولين والآخرين

٤١

ويقال { يوم الفصل } يعني يوم يفصل بين الأب وابنه والأخ وأخيه والزوج والزوجة والخليل والخليلة

ثم وصف ذلك اليوم فقال { يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا } يعني لا يدفع مولى عن ولي ولا قريب عن قريب شيئا في الشفاعة { ولا هم ينصرون } يعني لا يمنعون مما نزل بهم من العذاب

يعني الكافرين

ثم وصف المؤمنين فإنه يشفع بعضهم لبعض

٤٢

 فقال { إلا من رحم اللّه إنه هو العزيز } في نعمته للكافرين { الرحيم } بالمؤمنين

٤٣

قوله تعالى { إن شجرة الزقوم}

٤٤

{ طعام الأثيم } يعني الفاجر وهو الوليد وأبو جهل ومن كان مثل حالهما

٤٥

 { كالمهل يغلي في البطون } يعني كالصفر المذاب قرأ إبن كثير وعاصم في رواية حفص { كالمهل يغلي } بالياء بلفظ التذكير والباقون بلفظ التأنيث فمن قرأ بلفظ التذكير رده إلى المهل ومن قرأ بلفظ التأنيث رده إلى الشجرة

٤٦

{ كغلي الحميم } يعني الماء الحار الذي قد انتهى حره

٤٧

ثم قال للزبانية { خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم } يعني فسوقوه وادفعوه إلى وسط الجحيم

قرأ إبن كثير ونافع وابن عامر { فاعتلوه } بضم التاء والباقون بالكسر وهما لغتان معناهما واحد يعني امضوا به بالعنف والشدة

وقال مقاتل يعني ادفعوه على وجهه

٤٨

وقال القتبي خذوه بالعنف { ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم } ويقال له { ذق إنك أنت العزيز الكريم } وذلك أن أبا جهل قال أنا في الدنيا أعز أهل هذا الوادي وأكرمه فيقال له في الآخرة

٤٩

 { ذق إنك أنت العزيز الكريم } يعني المتعزز المتكرم كما قلت في الدنيا

٥٠

قوله عز وجل { إن هذا ما كنتم به تمترون } يعني تشكون في الدنيا قرأ الكسائي { ذق أنك } بنصب الألف والباقون بالكسر فمن قرأ بالنصب فمعناه ذق يا أبا جهل لأنك قلت أنك أعز أهل هذا الوادي فقال اللّه تعالى { ذق إنك أنت } القائل أنا { العزيز الكريم } [ الدخان ٤٩ ] ومن قرأ بالكسر فهو على الاستئناف

٥١

ثم وصف حال المؤمنين في الآخرة فقال تعالى { إن المتقين في مقام أمين } يعني في منازل حسنة آمنين من العذاب قرأ نافع وابن عامر { في مقام } بضم الميم والباقون بالنصب فمن قرأ بالنصب يعني المكان والموضع ومن قرأ بالضم يعني الإقامة

٥٢

 { في جنات وعيون } يعني في بساتين وأنهار جارية

٥٣

 { يلبسون من سندس } يعني ما لطف من الديباج { وإستبرق } يعني ما ثخن منه { متقابلين } يعني متواجهين كما قال في آية أخرى { إخوانا على سرر متقابلين } [ الحجر ٤٧ ]

٥٤

ثم قال { كذلك } يعني هكذا كما ذكرت لهم في الجنة

ثم قال عز وجل { وزوجناهم بحور عين } يعني بيض الوجوه حسان الأعين

٥٥

 { يدعون فيها بكل فاكهة آمنين } يعني ما يتمنون من الفواكه { آمنين } من الموت

ويقال { آمنين } مما يلقى أهل النار

٥٦

{ لا يذوقون فيها الموت } يعني في الجنة { إلا الموتة الأولى } يعني سوى ما قضى عليهم من الموتة الأولى في الدنيا { ووقاهم عذاب الجحيم } يعني يصرف عنهم عذاب النار

٥٧

قوله تعالى { فضلا من ربك } يعني هذا الثواب عطاء من ربك للمؤمنين المخلصين { ذلك هو الفوز العظيم } يعني النجاة الوافرة

٥٨

{ فإنما يسرناه بلسانك } يعني هونا قراءة القرآن على لسانك لكي تقرأه وتخبرهم بذلك { لعلهم يتذكرون } يعني يتعظون بالقرآن

٥٩

 { فارتقب } يعني انتظر لهلاكهم { إنهم مرتقبون } يعني منتظرون هلاكك ويقال انتظر النصرة وإظهار دينك وهلاكهم إن لم يصدقوك { إنهم مرتبون } يعني منتظرون

روي يعلى بن عبيدة عن إسماعيل عن عبد اللّه بن عيسى قال أخبرت أنه من قرأ ليلة الجمعة سورة الدخان إيمانا واحتسابا وتصديقا أصبح مغفورا له واللّه أعلم

و صلى اللّه عليه وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وعترته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما دائما

﴿ ٠