٢

وهذا كقوله { والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة } [ النور ٣٩ ] الآية

وروى مجاهد عن ابن عباس قال { الذين كفروا } هم أهل مكة { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } هم الأنصار { الذين آمنوا } يعني صدقوا باللّه تعالى وبمحمد صلى اللّه عليه وسلم وبالقرآن { وعملوا الصالحات } يعني أدوا الفرائض والسنن وهم أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن كان في مثل حالهم { وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم } يعني صدقوا بما أنزل جبريل على محمد صلى اللّه عليه وسلم وهو الحق وليس فيه باطل ولا تناقض { كفر عنهم سيئاتهم } يعني محا عنهم ذنوبهم التي عملوا في الشرك بإيمانهم بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وطاعتهم للّه تعالى فيما يأمرهم به من الجهاد { وأصلح بالهم } يعني حالهم

وهذا قول قتادة وقال مقاتل يعني بين أمورهم في الإسلام وعملهم وحالهم حتى يدخلوا الجنة

وروى مجاهد { وأصلح بالهم } يعني شأنهم وقال القتبي { كفر عنهم سيئاتهم } أي سترها { وأصلح بالهم } أي حالهم

ويقال { أصلح بالهم } يعني أظهر اللّه تعالى أمرهم في الإسلام حتى يقتدى بهم

ثم بين المعنى الذي أحبط أعمال الكافرين وأصلح شأن المؤمنين

﴿ ٢