سورة الفتح

مدنية وهي عشرون وتسع آيات

١

قوله تبارك وتعالى { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } يعني قضينا لك قضاء بينا أكرمناك بالإسلام والنبوة وأمرناك بأن تدعو الخلق إليه

قال مقاتل وذلك أنه لما نزل بمكة { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } وكان المشركون يقولون لم تتبعون رجلا لا يدري ما يفعل به ولا بمن تابعه

فلما قدم المدينة عيرهم بذلك المنافقون أيضا فعلم اللّه تعالى ما في قلوب المؤمنين من الحزن وما في قلوب الكافرين من الفرح

فنزل { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } يعني قضينا لك قضاء بينا { ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر } فقال المؤمنون هذا لك فمالنا فنزل { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } [ الفتح ٥ ] الآية

فقال المنافقون فما لنا فنزل { ويعذب المنافقين والمنافقات } [ الفتح ٦ ] الآية

وقال الزجاج { إنا فتحنا لك } يعني فتح الحديبية والحديبية بئر سمي المكان بها

والفتح هو الظفر بالمكان كان بحرب أو بغير حرب

قال ومعنى الفتح الهداية إلى الإسلام

وكان في فتح الحديبية معجزة من معجزات النبي صلى اللّه عليه وسلم وذلك أنها بئر فاستسقى جميع ما فيها من ماء ولم يبق فيها شيء فمضمض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم مجه فيها فدرت البئر بالماء

﴿ ١