٢

قوله تعالى { الذين يظاهرون منكم من نسائهم } قرأ عاصم { يظاهرون } بضم الياء وكسر الهاء والتخفيف من ظاهر يظاهر

وقرأ إبن كثير ونافع وأبو عمرو { يظهرون } بنصب الياء والهاء مع التشديد وهو في الأصل يتظهرون فأدغمت التاء في الظاء والمعنى في هذا كله واحد يقال ظاهر من امرأته وتظهر منها وأظهر منها إذا قال لها أنت علي كظهر أمي

ثم قال { ما هن أمهاتهم } وروى المفضل عن عاصم { أمهاتهم } بضم التاء لأنه خبر ما كقولك ما زيد عالم وقرأ الباقون بالكسر لأن التاء في موضع النصب فصار خفضا لأنها تاء الجماعة وهي لغة أهل الحجاز فينصبون خبر { ما } كقوله ما هذا بشرا ما هن كأمهاتهم في الحرمة { إن أمهاتهم } يعني ما أمهاتهم { إلا اللائي ولدنهم } يعني الأم التي ولدته والأم التي أرضعته لأنه قال في موضع آخر { وأمهاتكم التي أرضعنكم } [ النساء ٢٣ ]

ثم قال { وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا } يعني قولا منكرا وكذبا { وإن اللّه لعفو غفور } يعني ذو تجاوز { غفور } حيث جعل الكفارة لرفع الحرمة ولم يجعل فرقة بينهما

﴿ ٢